
تستعد تركيا لتسليم مجموعة من المعدات العسكرية إلى سوريا، تشمل عربات مدرعة وطائرات مسيّرة ومدفعية وصواريخ وأنظمة دفاع جوي، بحسب ما نقلت وكالة بلومبرغ يوم الجمعة عن مسؤولين أتراك رفضوا الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية الموضوع. وأوضح المسؤولون أن الشحنات يُتوقع أن تصل خلال الأسابيع المقبلة، وأن هذه المعدات ستُنشر في شمال سوريا لتجنّب إثارة التوتر مع إسرائيل في الجنوب الغربي.
وتعكس هذه الخطوة تعمّق الشراكة بين أنقرة ودمشق في ظل الرئيس الجديد لسوريا، أحمد الشرع. وأشار المسؤولون الأتراك إلى أن هذا الدعم يهدف إلى المساعدة في إعادة بناء الجيش السوري، الذي تكبّد خسائر كبيرة بسبب القصف الإسرائيلي في فترة سقوط الأسد. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الرئاسة التركية أو من وزارة الإعلام السورية بشأن التقرير.
توسيع نطاق اتفاقية أضنة
تأتي المساعدة العسكرية في إطار مبادرات أوسع لتوسيع نطاق اتفاقية أضنة، وهي اتفاق أمني موقّع عام 1998 يتيح لتركيا ملاحقة المسلحين الأكراد داخل الأراضي السورية. وبحسب بلومبرغ، يبحث الجانبان حالياً في توسيع مدى العمليات التركية من خمسة كيلومترات إلى ثلاثين كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
الاتفاق الأصلي وُقّع بعد أن قامت دمشق بطرد زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان، ويلزم سوريا بمنع أي نشاط للحزب على أراضيها، ويسمح لتركيا بملاحقة المسلحين ضمن نطاق محدود. ويؤكد المسؤولون الأتراك أن التهديدات الأمنية الحالية تستدعي تحديث بنود الاتفاق، خاصة مع استمرار القلق من تصاعد نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا، حيث تسيطر على مناطق واسعة بدعم أمريكي.
مساعٍ لدمج “قسد” في الجيش الوطني
قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لوكالة “أسوشيتد برس” يوم الخميس إن قواته توصلت إلى “اتفاق أولي” مع دمشق بشأن دمج وحدات “قسد” في الجيش السوري كـ”تشكيلات كبيرة”. وأوضح أن الجانبين شكّلا لجنة مشتركة بالتعاون مع وزارة الدفاع السورية لتحديد آليات هذا الدمج.
وأضاف عبدي: “انضمام قواتنا سيساعد في حل العديد من المشكلات التي ظهرت خلال حرب السنوات الأربع عشرة”، مشيراً إلى أن عناصر “قسد” قد يتولون مناصب داخل وزارة الدفاع وقيادة الجيش.
أردوغان يشيد بالتعاون الإقليمي
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تصريحاته للصحفيين بعد قمة السلام في شرم الشيخ في 14 أكتوبر أن تركيا لن تترك الرئيس السوري أحمد الشرع وأصدقاءه وحدهم، مشدداً على استمرار التنسيق بين البلدين “على جميع المستويات”.
وأضاف أردوغان أن دمج قوات قسد ضمن مؤسسات الدولة السورية سيسرّع من وتيرة التنمية والاستقرار الوطني، موضحاً أن تركيا تدعم الجهود الرامية إلى بناء “مستقبل يضم جميع المكونات العرقية والدينية”.
من جهته، جدّد وزير الدفاع التركي يشار غولر في 11 أكتوبر دعوته المجموعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني إلى إنهاء عملياتها وتسليم أسلحتها، مؤكداً أن تركيا لن تسمح لتلك التنظيمات بـ”ترسيخ وجودها في المنطقة أو العمل تحت مسميات مختلفة في الدول المجاورة”.
تشير زيادة التنسيق العسكري والدبلوماسي بين أنقرة ودمشق إلى تحوّل كبير في التحالفات الإقليمية، من شأنه أن يعيد رسم توازن القوى في شمال سوريا ويغيّر ديناميات الأمن على طول الحدود السورية التركية.