
أطلقت قوات الأمن السورية حملة واسعة تستهدف بقايا نظام الأسد المخلوع، واعتقلت عدداً من المسؤولين السابقين وأقارب الرئيس المخلوع بشار الأسد المتهمين بجرائم تتراوح بين القتل والاتجار بالمخدرات.
في 16 أكتوبر، أعلنت وزارة الداخلية اعتقال نمير بديع الأسد، ابن عم بشار الأسد، في عملية منسقة بمنطقة القرداحة في محافظة اللاذقية.
ووفقاً للعميد عبد العزيز الأحمد، قائد جهاز الأمن الداخلي في اللاذقية، جرت المداهمة بالتنسيق مع فرع مكافحة الإرهاب، وأسفرت عن إلقاء القبض على نمير الأسد شقيق وسيم الأسد، وعدد من أفراد عصابتهم، بعد تورطهم في قتل المواطن ربيع حميشة ومحاولة اختطاف الطفل عمار حميشة في قرية دبيقة.
وكشفت التحقيقات أن نمير استغل صِلاته العائلية لقيادة شبكات منظمة تمارس القتل والابتزاز وتهريب المخدرات. وقالت الوزارة إنه متورط أيضاً في هجوم مسلح استهدف منشآت أمنية في صلنفة خلال شهر مارس الماضي، وتمت إحالته إلى إدارة مكافحة الإرهاب بانتظار الإجراءات القضائية.
اعتقال قادة وضباط سابقين في أجهزة النظام
تزامنت عملية اللاذقية مع اعتقال العقيد قصي وجيه إبراهيم، القائد السابق لـ”كتيبة الجبل”، التابعة للنظام السابق، والمسؤولة عن العمليات العسكرية والانتهاكات في جبل الأكراد وقمة النبي يونس وقرية شلّف. وأكد العميد الأحمد أن التحقيقات الأولية أثبتت تورط إبراهيم في عمليات ابتزاز وهجمات على مواقع عسكرية وأمنية.
وفي درعا، أعلنت الوزارة اعتقال المدعو أحمد عثمان عويض، وهو مساعد أول سابق في فرع الأمن العسكري التابع للنظام المخلوع. وأفاد المسؤولون بأنه أشرف على اعتقالات المدنيين وعمليات الإعدام في سجن صيدنايا خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، كما تورط في تجنيد شباب للانضمام إلى ميليشيات موالية وابتزاز ناشطين محليين.
وفي حماة، ألقت قوى الأمن الداخلي القبض على بلال محرز المعروف بلقب “السفاح” وشقيقه سيف الدين محرز، حيث أكد العميد ملهم الشنتوت أنهما مسؤولان عن جرائم حرب وتهجير مدنيين خلال خدمتهما في صفوف نظام الأسد.
توسّع حملة المساءلة على مستوى البلاد
تأتي هذه الاعتقالات ضمن الجهود المستمرة للحكومة السورية الجديدة لمحاكمة الشخصيات المرتبطة بانتهاكات عهد الأسد. فمنذ سقوط النظام في 8 ديسمبر، أوقفت السلطات عدداً من كبار المسؤولين، بينهم وسيم الأسد، وعاطف نجيب، وإبراهيم حويجة، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية.
وفي اللاذقية، تم القبض هذا الأسبوع على رئيس مفرزة الأمن العسكري السابق سامر أديب عمران، الذي تشير التحقيقات إلى إشرافه على عمليات خطف واغتيال وأنشطة استخباراتية، إلى جانب إدارته شبكات واسعة لتهريب المخدرات.
ووصف وزير الداخلية أنس خطاب هذه الاعتقالات بأنها “ضربة قاسية لبقايا النظام السابق ومحاولاتهم زرع الفتنة وزعزعة استقرار المنطقة الساحلية”.
وفي منشور على “منصة X”، أشاد الوزير بيقظة وكفاءة قوات الأمن، مضيفاً أن “أمن الوطن خط أحمر”.
وأكدت الوزارة أن عمليات تعقّب وملاحقة الفارين ستستمر “حتى تتحقق العدالة وتُضمن المحاسبة لكل من شارك في انتهاك حقوق السوريين”.