انطلقت فعاليات معرض ومؤتمر صناعة الإسمنت والمجبول البيتوتي لعام 2025 على أرض مدينة المعارض بريف دمشق بمشاركة واسعة محلية ودولية. ويعكس الحدث الذي نظمته شركة “سيم تك” تزايد الاهتمام بجهود تعافي الصناعة السورية ومشاريع إعادة الإعمار.
يُعدّ قطاع الإسمنت من أكثر القطاعات الواعدة للاستثمار، نظرًا للحاجة الكبيرة لإعادة بناء المنازل والطرق والبنى التحتية التي دمرتها الحرب. ووصف مسؤولون وخبراء في المؤتمر هذا القطاع بأنه ركيزة أساسية في إحياء الاقتصاد السوري.
توقيع اتفاق لإنشاء مصنع إسمنت جديد
من أبرز محطات المؤتمر توقيع أول مذكرة تفاهم في قطاع الإسمنت منذ التحرير، بين مجموعة “المرسومي” السورية وشركة “سينوما أوفرسيز” الصينية لإنشاء مصنع إسمنت جديد في ريف دمشق بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 1.17 مليون طن.
ويُتوقع أن يسهم المشروع في تلبية الطلب المحلي، وتوفير فرص عمل، وتعزيز الاكتفاء الذاتي الصناعي.
أهمية المؤتمر لإعادة الإعمار الوطنية
أكّد محمد فضيلة، المدير العام للمؤسسة العامة للصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء (عمران)، على أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على الدور الحيوي لقطاع الإسمنت في إعادة الإعمار ومساهمته في دعم الاقتصاد الوطني.
كما أوضح سراج الحريري، المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية، أن الحدث يساعد في توضيح رؤية المؤسسات والوزارات الحكومية العاملة في هذا المجال، مشددًا على الدور الاستراتيجي للقطاع في إعادة بناء البنية التحتية وجذب الاستثمارات الجديدة.
أما جبرائيل الأشهب، مدير شركة “سيم تك”، فلفت إلى مشاركة شركات رائدة من أوروبا وآسيا عرضت أحدث التقنيات في الزيوت المعدنية والغازات الصناعية والخدمات الهندسية المرتبطة بإنتاج الإسمنت، مضيفًا أن المؤتمر يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتعاون الدولي الضروري لإعادة بناء الاقتصاد السوري.
دعم إقليمي ودولي لجهود الإعمار
شهد المعرض مشاركة نحو 40 شركة من ثماني دول، بينها ألمانيا وسويسرا والعراق ومصر والأردن والإمارات والصين والهند.
وأكد نعيم المكصوصي، الملحق التجاري في السفارة العراقية بدمشق، بأن مثل هذه الفعاليات “تُعدّ محورية في تعزيز العلاقات الاقتصادية ودعم جهود الإعمار”.
أما القائم بالأعمال الألماني في دمشق، كليمنس هاش، فأكد أن بلاده “تتطلع إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع سوريا”، مشيرًا إلى أن مشاركة الشركات الألمانية تعكس “تزايد الاهتمام بالمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار”.
خطوة نحو تجديد الصناعة
وصف المنظمون المؤتمر بأنه جزء من جهد وطني أوسع لإحياء القاعدة الصناعية السورية وتوسيع الاستثمار في مواد البناء.
وترى الحكومة أن صناعة الإسمنت والخرسانة تشكّل ركنًا أساسيًا في تطوير البنية التحتية والنمو المستدام، بما يسهم في إعادة بناء البلاد ودعم تعافيها الاقتصادي على المدى الطويل.