
بدعوة من المملكة العربية السعودية، يصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول للمشاركة في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9)، في خطوة تُعدّ محورية ضمن مسار عودة سوريا إلى الواجهة الاقتصادية الإقليمية، وانتقالها من سنوات الصراع نحو مرحلة إعادة الإعمار والنمو.
سيلتقي الرئيس الشرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في مجالات الاستثمار والطاقة والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفد يمهّد لمرحلة اقتصادية جديدة
سبق وصول الرئيس وفد وزاري سوري يضم وزراء المالية والاتصالات والاقتصاد والطاقة، إلى جانب ممثلين عن وزارة الخارجية وخبراء اقتصاديين وطنيين.
وأكدت رئاسة الجمهورية السورية أن مشاركة الوفد تمثل “الانطلاقة الرسمية لسوريا في النهضة الاقتصادية الإقليمية”، مشيرةً إلى أنها تعكس ثقة دولية متزايدة بالإصلاحات الاقتصادية والمناخ الاستثماري الذي تعمل الحكومة على تطويره لخدمة الشعب السوري.
ومن المقرر أن يعقد الوفد اجتماعات مع مستثمرين عالميين وشركات كبرى ومؤسسات مالية لبحث فرص الاستثمار في البنية التحتية والإسكان والصحة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والصناعات المستدامة.
وقال مسؤولون سوريون إن هذه اللقاءات تأتي في إطار التزام الحكومة بتحويل ملف إعادة الإعمار إلى واقع عملي مستدام وليس مجرد “خطط نظرية”.
رؤية سوريا في مبادرة الاستثمار: “مفتاح الازدهار”
سيلقي الرئيس الشرع كلمة خلال المؤتمر، يسلّط فيها الضوء على أولويات سوريا في مجالات الإعمار والابتكار والتحول الرقمي والطاقة المتجددة وتنمية رأس المال البشري.
ومن المتوقع أن يؤكد في خطابه أن “سوريا الجديدة تسعى إلى شراكات قائمة على المنفعة المتبادلة لا على الاعتماد على المساعدات”.
ونقلت وكالة “سانا” عن مسؤولين في مكتب الإعلام الرئاسي قولهم:
“تعمل الحكومة على ضمان أن يكون كل استثمار داعمًا للسيادة الوطنية ويخدم مصالح الشعب السوري”.
منصة عالمية للنمو المستقبلي
تنطلق مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض تحت شعار “مفتاح الازدهار” من 27 إلى 30 تشرين الأول، بمشاركة أكثر من 8 آلاف شخص و650 متحدثًا من قادة دول وصنّاع قرار ومستثمرين عالميين، ضمن 250 جلسة حوارية تهدف إلى تعزيز الازدهار المستدام والشامل، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وبالنسبة لسوريا، فإن المشاركة في هذا الحدث البارز لا تمثل مجرد انخراط دبلوماسي، بل تعكس عودة فعلية إلى الاندماج الإقليمي وسعيًا نحو شراكات اقتصادية عالمية جديدة.
ومع مضيها في طريق إعادة البناء، فإن حضورها في الرياض يرمز إلى إرادتها في أن تكون جزءًا من الرؤية الإقليمية المشتركة للاستقرار والتنمية.
