
استغل الرئيس السوري أحمد الشرع ظهوره في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار التاسع (FII9) في الرياض هذا الأسبوع لعرض سوريا كركيزة للاستقرار الإقليمي ووجهة واعدة للاستثمارات العالمية. أمام عدد من رؤساء الدول والوزراء وممثلي حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية، وأشاد الشرع بدور السعودية القيادي وقدم رؤيته لإعادة بناء سوريا عبر الاستثمار بدلاً من المعونات الخارجية.
عودة استراتيجية إلى المسرح الدولي
في كلمته خلال المؤتمر يوم الأربعاء، قال الرئيس الشرع إن استقرار سوريا لا يمكن فصله عن أمن وازدهار الشرق الأوسط، وقد “جرب العالم نتائج عدم استقرار سوريا”، وقال للحضور. “اليوم نجاح سوريا سيكون مكسبًا استراتيجيًا للمنطقة”. وأكد على الموقع الجغرافي للبلاد على طول طرق تجارة تاريخية وإمكانيتها لتكون ممرًا حيويًا لسلاسل التوريد العالمية المتوترة بسبب الصراع والاضطراب الاقتصادي.
جاءت تصريحات الرئيس الشرع خلال جولة تضمنت لقاءً مع ولي العهد محمد بن سلمان لمناقشة توسيع التعاون الثنائي. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الزعيمين تبادلا وجهات النظر حول التطورات الإقليمية واتفقا على تعزيز روابط الاستثمار والاقتصاد.
الاستثمار بدلًا من المعونات
عاد الشرع في خطاباته ومقابلاته إلى فكرة مركزية وهي إعادة بناء سوريا عبر الاستثمار، لا المساعدات. “اخترنا طريق إعادة الإعمار عبر الاستثمار لا المعونات” وأضاف: “المعونات تشجع الأمم على الكسل بدل النهوض. شعبنا ومواردنا كافيتان لإعادة بناء سوريا”.
وقال إن سوريا جذبت أكثر من 28 مليار دولار كاستثمارات أجنبية خلال الستة أشهر الأولى من العام، وأشار إلى أن هذا الرقم قد يرتفع بشكل واضح مع تزايد ثقة المجتمع الدولي. وذكر أن الإصلاحات التشريعية الأخيرة جعلت إطار الاستثمار في سوريا “من بين أفضل القوانين في العالم”.
ويهدف القانون الجديد، الذي راجعته شركات استشارية عالمية من بينها “ماكنزي”، إلى ضمان الحماية والشفافية للمستثمرين الأجانب.
شراكة مع الرياض
وصف الرئيس الشرع السعودية بأنها “مفتاح الازدهار والاستقرار في المنطقة”. وأرجع الفضل لاستراتيجية “رؤية 2030” في خلق بيئة تشجع التكامل الإقليمي والتعاون الاقتصادي. وقال: “كانت زيارتنا الخارجية الأولى إلى السعودية لأننا ندرك دورها المحوري”، ما أثار تصفيق الحاضرين، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان.
تعهدت السعودية بأكثر من 6 مليارات دولار كاستثمارات جديدة هذا العام في البنية التحتية السورية والعقارات والاتصالات، وفقًا لإعلانات رسمية. وقال الشرع إن الشراكات مع دول الخليج وتركيا والأردن، وحتى بعض الشركات الأمريكية، تمثّل “فصلًا جديدًا” لعلاقات سوريا الدولية.
المراهنة على الشعب السوري
عندما سُئل عن مصدر ثقته الأكبر بمستقبل سوريا، رد الشرع: “أراهن على الشعب السوري”. وأضاف أن الذين تحملوا سنوات الحرب والمعاناة “ما زالوا ثابتين وقادرين على إعادة بناء سوريا من لا شيء”.
وختم الرئيس كلماته معبرًا عن تفاؤله بأن سوريا ستستعيد مكانتها الاقتصادية قريبًا قائلًا: “لا يمكن أن نعيش منعزلين. التكامل بين سوريا ودول أخرى سيخلق اقتصادًا يعود بالنفع على الجميع”.
