
شاركت سوريا في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2025) في الإمارات العربية المتحدة، أحد أكبر منتديات الطاقة العالمية، والذي يُعقد تحت شعار “طاقة ذكية لتقدم متسارع”. وشارك الوفد السوري، برئاسة وزير الطاقة محمد البشير ومساعديه لشؤون النفط والكهرباء، في مناقشات رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز عودة سوريا إلى أسواق الطاقة العالمية، وتعزيز الشراكات الاستثمارية والتبادل التكنولوجي.
تعزيز دور سوريا في منتديات الطاقة العالمية
تناول المؤتمر قضايا رئيسية تُشكل مستقبل صناعة الطاقة، بما في ذلك الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، وخفض الانبعاثات، والغاز الطبيعي، والهيدروجين، والاستثمار المستدام. وأشار الوزير البشير إلى أن مشاركة سوريا تعكس عزمها على إعادة تنشيط قطاع الطاقة لديها والاندماج في الحوار العالمي حول الابتكار والاستدامة.
وقال البشير: “تسعى الوزارة إلى تعزيز حضور سوريا في المحافل الدولية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة”. وأكد أن الاستفادة من أحدث التطورات التكنولوجية من شأنها أن تُسهم في تعزيز القدرات الوطنية في مجالات الاستكشاف والإنتاج وكفاءة الطاقة.
تعزيز العلاقات مع قطر في مجال الاستثمار في الطاقة
على هامش المؤتمر، التقى البشير بوزير الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، لمناقشة آفاق التعاون الثنائي. وركزت المحادثات على فرص الاستثمار المشترك في استكشاف وإنتاج النفط البحري. وأكد الوزيران على أهمية تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار تُشجع على تطوير احتياطيات النفط البحرية وتوسيع قدرات الإنتاج.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الطاقة السورية: “سلط الاجتماع الضوء على الاهتمام المشترك للبلدين ببناء شراكة مستدامة وذات منفعة متبادلة في مجال الطاقة”.
اجتماعات مع قادة الطاقة العالميين
كما عقد البشير اجتماعات مع ممثلين عن كبرى شركات الطاقة العالمية، بما في ذلك توتال، وشيفرون، وسيمنز، وسعودي إنرجي، وبترومال، ومجموعة بي جي إن. تركزت المناقشات على التعاون في مجال استكشاف النفط والغاز، والتكرير، وتطوير البنية التحتية، ومبادرات الطاقة المتجددة.
ووفقًا لمسؤولي الوزارة، تُعدّ هذه المحادثات جزءًا من جهد أوسع لجذب الاستثمارات الدولية وتنشيط قطاع الطاقة كمحرك رئيسي للانتعاش الاقتصادي السوري. وأكد الوزير أن الشراكات مع شركات عالمية رائدة من شأنها أن تُتيح لسوريا الوصول إلى التقنيات الحديثة والخبرات اللازمة لإعادة بناء وتحديث بنيتها التحتية للطاقة.
الولايات المتحدة وسوريا تناقشان آفاق قطاع الطاقة
في اجتماع مهم آخر، التقى البشير بنائب وزير الطاقة الأمريكي جيمس دانلي لاستعراض الوضع الراهن لقطاع الطاقة السوري واستكشاف فرص التعاون. وشملت المناقشات التعاون الفني، وتوليد الكهرباء، وتطوير النفط والغاز، والطاقة المتجددة. ويرى مراقبون أن الاجتماع يعكس انفتاحًا دوليًا متزايدًا على الحوار مع سوريا بشأن إعادة بناء وتحديث قطاع الطاقة.
خطوة نحو تكامل الطاقة
شهد معرض ومؤتمر “أديبك 2025” مشاركة أكثر من 45 وزيرًا، و250 رئيسًا تنفيذيًا، ومئات من صانعي السياسات وقادة الصناعة من جميع أنحاء العالم. وركّز مؤتمر هذا العام على الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، وخفض انبعاثات الكربون، والخدمات البحرية، مما يُشير إلى تحوّل القطاع نحو الاستدامة.
بالنسبة لسوريا، تُمثّل مشاركتها في مؤتمر ومعرض “أديبك” خطوةً استراتيجيةً نحو استعادة دورها في مشهد الطاقة الإقليمي. من خلال السعي إلى بناء الشراكات وتبني الابتكار، حيث تهدف سوريا إلى إعادة بناء بنيتها التحتية للطاقة وضمان مستقبل أكثر استدامةً لمواطنيها.
