
أكدت وزارة الصحة السورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر شراكتهما خلال اجتماع في دمشق، بهدف تعزيز التعاون في مجالي الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية. حيث التقى وزير الصحة الدكتور مصعب العلي برئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان سكالين، لمناقشة آليات تطوير التنسيق ومعالجة الأولويات الملحة في القطاع الصحي.
شراكة لتعزيز الطب الشرعي ومعالجة قضايا المفقودين
أشاد الوزير العلي بأهمية الطب الشرعي كركيزة أساسية في التعاون بين الوزارة واللجنة الدولية، مشيراً إلى أن مذكرة تفاهم حول الطب الشرعي قيد المراجعة حالياً لتعزيز إطار العمل المشترك.
وقال العلي: “تعمل الوزارة من خلال مديرية الطب الشرعي، بالتنسيق مع وزارة العدل والهيئة العامة لشؤون المفقودين، وجميع إمكانيات الوزارة، رغم محدوديتها، مسخّرة لدعم هذه الهيئة”.
وأوضح أن الوزارة تقدّم دعماً مؤسساتياً لمركز التعرف على الهويات وشبكة تضم 59 طبيباً شرعياً في مختلف المحافظات. كما شدّد على أن الطب الشرعي يؤدي دوراً محورياً في النظامين الإنساني والقضائي، لاسيما في تحديد هوية رفات المفقودين وتوثيق الأدلة المتعلقة بجرائم حقبة الصراع.
الخدمات الصحية للسجناء والفئات الضعيفة
وأكد العلي أن تحسين الخدمات الصحية في السجون من أولويات عمل الوزارة، موضحاً أن التنسيق مع وزارة الداخلية يهدف إلى توفير الفحوصات الطبية والرعاية الوقائية للنزلاء، للحد من انتشار الأمراض المعدية.
من جانبه، شدد “سكالين” على أن قضية المفقودين ما تزال “موضوعاً أساسياً” بالنسبة للجنة الدولية، مؤكداً أهمية تعزيز المؤسسات الوطنية لمعالجة هذا التحدي الإنساني. كما جدد التزام اللجنة بدعم مبادرات الطب الشرعي من خلال بناء القدرات وتوفير المعدات والتدريب المتخصص.
استمرار الخدمات الصحية رغم القيود المالية العالمية
أشار ممثل اللجنة الدولية إلى أن المنظمة تعمل ضمن ميزانيات مخفّضة في بعثاتها حول العالم، لكنه أكد أن سوريا تبقى أولوية. وقال: “تركيزنا ينصب على الحفاظ على الخدمات الأساسية مثل مراكز الإسعاف ودعم المستشفيات والاستجابة للأمراض”.
كما أوضح أن عمل اللجنة في سوريا سيواصل التركيز على التدخلات الصحية الطارئة، خصوصاً في مواجهة أمراض مثل اللشمانيا والسكري المنتشرة في المناطق المتضررة من النزاع.
حضر الاجتماع الدكتور زهير القراط، مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في سوريا منذ عام 1967، حيث تقدم مساعدات إنسانية وخدمات صحية أساسية من خلال برامج الإغاثة والتنمية. ويستمر تعاونها مع وزارة الصحة في تعزيز القدرات الوطنية وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية للفئات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد.
