
في خطوة تعزز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين، رست ناقلة النفط السعودية “بيتاليدي” في ميناء بانياس السوري، حاملةً 90 ألف طن من النفط الخام. وتمثل هذه الشحنة أولى الدفعات من المنحة النفطية السعودية المخصصة لدعم احتياجات سوريا من الطاقة، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين.
تعزيز الاستقرار والسلامة
قال نائب المدير التنفيذي للشركة السورية للنفط، أحمد قبه جي، إن الشحنة تعادل نحو 650 ألف برميل من النفط الخام، مضيفًا أن ناقلة ثانية تحمل نحو مليون برميل ستصل في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وأوضح مدير محطة نفط بانياس، عبد الهادي جوباسي، أن عملية التفريغ ستستغرق 72 ساعة، مشيرًا إلى جاهزية الفرق الفنية الكاملة لتنفيذ العملية بكفاءة وأمان.
من جهته، قال مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية، مازن علوش، إن استقبال الشحنة يدعم الحاجة المستمرة للمواد الطاقية ويسهم في استمرار عمل المصافي الوطنية.
وباشرت الفرق الفنية التفريغ فور وصول الناقلة، مع تطبيق أعلى المعايير الفنية والبيئية. وسيتم ضخ النفط الخام إلى مصفاة بانياس للمعالجة، في خطوة من المتوقع أن تحسّن توفر المشتقات النفطية في السوق المحلية وتدعم استقرار توزيعها.
اتفاقات شاملة وخطوة نحو إعادة الإعمار
تأتي المنحة ضمن إطار أوسع من التعاون الاقتصادي بين سوريا والسعودية. ففي أغسطس/آب الماضي، شهدت العلاقات الثنائية دفعة كبيرة مع توقيع سبعة اتفاقيات ومذكرات تفاهم خلال مشاركة المملكة في معرض دمشق الدولي.
وشملت الاتفاقات مجالات توليد الكهرباء وشبكات النقل والتوزيع، والمسح الجيوفيزيائي والجيولوجي، وخدمات حقول النفط، والحفر والصيانة، والتدريب الفني وتطوير القوى العاملة، وحلول الإدارة المتكاملة لحقول النفط والغاز.
وتعد هذه المبادرات جزءًا من مجموعة متنامية من الاستثمارات والالتزامات المالية بين البلدين، ما يشير إلى توسع الدور السعودي في دعم إعادة إعمار سوريا.
ويمثل وصول ناقلة النفط “بيتاليدي” أكبر شحنة في قطاع الطاقة منذ سنوات، ويعكس زخمًا جديدًا في التعاون يمكن أن يساعد في استقرار الخدمات الأساسية ودفع التنمية الاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد.
