
عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعًا رفيع المستوى في دمشق مع ممثلين عن شركة الطاقة الأميركية “شيفرون”، لبحث آفاق التعاون في مجال استكشاف النفط والغاز البحري. وتأتي هذه المحادثات في إطار جهود الحكومة لإعادة إحياء قطاع الطاقة المتعثر، وجذب التكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات الدولية بعد سنوات من الصراع.
وضمّ الوفد الأميركي المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا توم باراك، ونائب الرئيس التنفيذي لقطاع التطوير في شركة شيفرون رانك ماونت، ومدير التطوير الإقليمي جو كوش ،ورئيس مجلس إدارة شركة “UCC” القابضة القطرية. كما شارك في اللقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، والرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول يوسف قبلاوي، في مؤشر واضح على الأهمية التي يوليها الطرفان لاحتمالات التعاون في شرق المتوسط، واستكشاف الاحتياطيات البحرية السورية على طول الساحل السوري المطل على المتوسط.
إعادة بناء قطاع طاقة مدمّر
تأتي المناقشات على خلفية تدهور حاد في صناعة النفط والغاز السورية. فقبل الحرب، عام 2010، كان النفط يساهم بنحو خُمس الناتج المحلي الإجمالي، ونصف الصادرات، وأكثر من نصف إيرادات الدولة، مع إنتاج بلغ قرابة 390 ألف برميل يوميًا.
وبحلول عام 2023، تراجع الإنتاج إلى نحو 40 ألف برميل يوميًا. ومنذ توليه الرئاسة عقب سقوط نظام الأسد، جعل الرئيس الشرع إعادة تأهيل قطاع الطاقة أولوية اقتصادية محورية، معتبرًا أن الخبرات والاستثمارات الأجنبية ضرورية لاستعادة الخدمات الأساسية، واستقرار الاقتصاد، وتحسين مستوى المعيشة.
السياق الجيوسياسي والدلالات الإقليمية
يمثل الانخراط مع “شيفرون” تطورًا لافتًا في نهج دمشق الدبلوماسي والاقتصادي تجاه الشركاء الدوليين، وقد يشير إلى تحولات في الحسابات الجيوسياسية المرتبطة بمرحلة إعادة إعمار سوريا. ومع ذلك، تبقى الاستثمارات الكبيرة رهينة تحديات بارزة، في مقدمتها إرث العقوبات، والحاجة إلى مزيد من الاستقرار السياسي، فضلًا عن القضايا العالقة المتعلقة بترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط.
ويُذكر أن الشركة السورية للبترول وقّعت مؤخرًا، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، مذكرة تفاهم مع شركتي كونوكو فيليبس ونوفاتيرا الأميركيتين لتوسيع التعاون في قطاع الغاز الطبيعي، بهدف رفع الطاقة الإنتاجية وتعزيز الأمن الطاقي. وتُعدّ “شيفرون” من كبرى شركات الطاقة في الولايات المتحدة، وتنشط عالميًا في استكشاف وإنتاج وتطوير الموارد الهيدروكربونية.
