أحيت سوريا، يوم الاثنين 8 ديسمبر/كانون الأول، الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد، عبر صلوات الفجر، وعروض عسكرية، وخطابات رسمية، صُوّر فيها اليوم بوصفه بداية فصل جديد في تاريخ البلاد. وأمّ الرئيس أحمد الشرع صلاة الفجر بالمصلين في الجامع الأموي الكبير بدمشق، مرتديًا الزي العسكري ذاته الذي كان يرتديه عند دخول قوات الثورة إلى العاصمة قبل عام. وكانت وزارة الأوقاف قد دعت السوريين في جميع أنحاء البلاد إلى أداء صلاة الفجر إحياءً لما وصفته بـ”فجر التحرير”.
عقب الصلاة، ألقى الرئيس الشرع كلمة قصيرة أكد فيها أن السوريين سيعيدون بناء وطن موحد “من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه”، مشددًا على أن لا عائق سيمنع إعادة الإعمار الوطني، ومؤكدًا التزام الحكومة بالعدالة، ونصرة المظلومين، وحماية الحقوق.
وامتلأت شوارع دمشق بالحشود التي رفعت الأعلام السورية، فيما نظمت وزارة الدفاع عرضًا عسكريًا انطلق من مطار المزة وصولًا إلى ساحة الجمارك، بمشاركة وحدات من عدة تشكيلات. ولاحقًا، تجمع عشرات الآلاف في ساحة الأمويين لحضور فعاليات وبرامج جماهيرية متنوعة.
وفي قصر المؤتمرات بدمشق، حيث أقيمت المراسم الرسمية للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا، هنأ الشرع الشعب السوري بما وصفه بعودة الوطن “حرًا عزيزًا” إلى أهله. وقال إن سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد معركة استمرت 11 يومًا، شكّل قطيعة حاسمة مع مرحلة وصفها بالفصل المظلم القائم على الخوف والفساد وسلب الحقوق.
وأضاف: “لأكثر من خمسة عقود، كانت دمشق، جوهرة الشرق، ضائعة منا”، مشيرًا إلى أن النظام السابق حاول تجريد العاصمة من هويتها وطمس تاريخها. واعتبر أن العام المنصرم شهد استعادة سوريا لمكانتها الخارجية، مستشهدًا بنشاط دبلوماسي جديد وشراكات في مجالات الطاقة والموانئ والمطارات والاتصالات، بهدف دعم التعافي الاقتصادي والتخفيف عن المواطنين.
وشدد الشرع على أن العدالة الانتقالية تمثل أولوية أساسية، موضحًا أن الحكومة عملت على توحيد القوات العسكرية ضمن جيش وطني واحد، وتعهد بالمحاسبة على الانتهاكات. وقال: “حق الشعب في المعرفة، ثم المساءلة، فالمحاسبة أو المصالحة، هو أساس استقرار الدولة”.
هدية رمزية ورسائل وحدة
وشهدت فعاليات يوم ذكرى التحرير أيضًا الكشف عن قطعة من كسوة الكعبة قُدمت من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقال الشرع إنه اختار وضع الهدية في الجامع الأموي تأكيدًا على الروابط بين مكة وبلاد الشام.
وفي حفل مسائي حضرته عقيلته السيدة لطيفة الدروبي، جدد الشرع الإشادة بتضحيات المقاتلين والمعتقلين والجرحى والعائلات المتضررة من الحرب، مؤكدًا أن السوريين “كتبوا صفحة من البطولة وقصة نصر عظيم”، وأن وحدة الشعب تبقى حجر الأساس لمستقبل البلاد.
وفي مختلف المحافظات، أقيمت فعاليات محلية استجابة لدعوة الحكومة لتمديد الاحتفالات من 5 إلى 8 ديسمبر/كانون الأول تحت شعار “لنُكمل الحكاية”. ووصفت السلطات الذكرى بأنها مناسبة لاستذكار التضحيات، وفي الوقت نفسه إشارة إلى مسار الانتقال السياسي الجاري.
