
علّقت سلطات مدينة حلب اليوم، 23 كانون الأول، العمل في معظم أنحاء المدينة عقب تصعيد أمني قالت إنه نجم عن هجمات نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على أحياء مدنية ونقاط أمنية. وأعلن محافظ حلب، عزام غريب، إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية العامة والخاصة في مركز المدينة، بعد مقتل طفل ووالدته وإصابة ما لا يقل عن 15 مدنياً، وفقاً لوزارة الداخلية السورية.
وقال الغريب في بيان على حسابه الرسمي في منصة “إكس” إن القرار يستثني المرافق الطبية وخدمات الطوارئ. وأفادت وزارة الداخلية بأن الإصابات نجمت عن قصف عشوائي وإطلاق نار من قناصين نفذته قوات (قسد) في مناطق سكنية، مضيفة أن معظم الجرحى من النساء والأطفال. ونُقل المصابون إلى مشفَى الرازي والجامعة. وذكرت الوزارة أن مشفى الرازي تعرّض للقصف أثناء وصول الجرحى، مع مواصلة الكوادر الطبية عملها رغم المخاطر.
استهداف قوات الأمن والدفاع المدني
عزّزت وحدات الأمن الداخلي انتشارها في الأحياء المتضررة، بما فيها الشيخ مقصود والأشرفية، لتأمين المدنيين وتقييد الحركة قرب مناطق القصف. وأفاد الدفاع المدني السوري باندلاع حرائق في حيّي الجميلية والشيخ طه نتيجة القصف وإطلاق النار.
من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث إصابة عنصرين من الدفاع المدني بعد استهداف سيارتهما قرب دوّار الشيحان. ووصف الوزير رائد الصالح استهداف العاملين الإنسانيين بأنه انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني.
وقالت وزارة الدفاع السورية لوكالة “سانا” إن (قسد) بادرت بالتصعيد عبر مهاجمة نقاط انتشار للأمن الداخلي والجيش قرب حي الأشرفية، ما أدى إلى إصابات في صفوف العناصر. ونفت الوزارة ادعاءات (قسد) بأن القوات الحكومية بدأت الهجوم، مؤكدة أن وحدات الجيش ردّت فقط على مصادر النيران دون محاولة تغيير خطوط السيطرة.
انتهاكات وقف إطلاق النار والسياق السياسي
اندلعت أعمال العنف في ظل مساعٍ للحفاظ على اتفاق 10 آذار، الذي ينص على دمج قوات (قسد) ضمن مؤسسات الدولة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، إن الحكومة لا تزال ملتزمة بالاتفاق وتفضّل ترتيبات تحمي المدنيين من الفوضى. واتهم البابا (قسد) بمحاولة تقويض الاتفاق قبيل مهلة نهاية العام، مشدداً على أن دمشق لن تنجرّ إلى الاستفزازات.
وبدأت الأحداث أمس باشتباكات متقطعة أعقبت هجوماً بقنّاصة استهدف حاجزًا للأمن الداخلي قرب دوّار الشيحان. وبعد جهود وساطة، أعلن الجيش السوري وقف إطلاق النار بأوامر من رئاسة الأركان، فيما قالت (قسد) إنها أصدرت تعليمات لقواتها بوقف إطلاق النار استجابة لدعوات التهدئة.
ضغط إقليمي وهدوء حذر
تزامنت الاشتباكات مع زيارة وفد تركي رفيع إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي قال إن تنفيذ اتفاق 10 آذار لا يزال ضرورياً، محذّراً من أن (قسد) لم تُبدِ جدية كافية حيال الاندماج.
وأفادت قناة “تلفزيون سوريا” بأن الولايات المتحدة ضغطت على الطرفين لوقف القتال ومنع اتساع رقعة التصعيد. وبحلول صباح اليوم، عاد هدوء حذر إلى حلب، إلا أن المسؤولين والسكان ما زالوا يتوجسون في ظل استمرار المفاوضات وتزايد الرقابة الإقليمية والدولية.
