تشهد عدة محافظات سورية مبادرات بيئية واسعة النطاق عبر حملات تشجير وطنية ومجتمعية، تهدف إلى إحياء الغطاء النباتي، واستعادة التنوع الحيوي، وإعادة التوازن البيئي، ضمن رؤية وطنية أشمل للتعافي البيئي.
“لكل جندي شجرة”
في خطوة تعكس انخراط المؤسسة العسكرية في حماية البيئة، أطلقت وزارة الدفاع حملة تشجير وطنية بعنوان “لكل جندي شجرة” في قرية الكبينة بريف اللاذقية الشمالي. كما نُفِّذت الحملة في محافظة حلب، وتركّز على إعادة تأهيل الغطاء الحراجي وتعزيز التلاحم بين الجيش والمجتمعات المحلية.
وأوضح وزير الدفاع مرهف أبو قصرة أنه، بالتعاون مع وزارة الزراعة، تم استيراد نحو 200 ألف غرسة لصالح الحملة، بمشاركة مباشرة من عناصر الجيش العربي السوري في عمليات الزراعة. من جانبه، بيّن علي حافظ، قائد الكتيبة الثالثة في الفرقة 60، أن الحملة تتزامن مع ذكرى تحرير سوريا، بما يرمز إلى تكامل الجهود الوطنية لإعادة إحياء الأراضي التي تضررت خلال سنوات النزاع.
“غرسة وطن”
أطلقت وزارة الزراعة حملة “غرسة وطن” على طريق مطار دمشق الدولي، تهدف إلى زراعة 5,900 غرسة على مساحة 25 هكتارًا. وتُنفَّذ المبادرة بمشاركة رسمية ومجتمعية، إلى جانب ممثلين عن عدد من المنظمات المحلية والعربية.
وتشمل المرحلة الأولى زراعة 9 هكتارات بنحو 2,100 غرسة، بينما تغطي المرحلتان الثانية والثالثة 8 هكتارات لكل منهما، مع زراعة قرابة 1,900 غرسة في كل مرحلة. وأكد وزير الزراعة أمجد بدر أن سوريا شهدت تراجعًا كبيرًا في الغطاء الأخضر، مشددًا على أن هذه الحملات تأتي ضمن برنامج وطني متكامل لاستعادة الغطاء النباتي، بالتزامن مع انطلاق موسم الزراعة.
“ريفنا أخضر”
في ريف دمشق، أطلقت المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة حملة “ريفنا أخضر” في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية. وتشمل الحملة زراعة 500 ألف غرسة حراجية ومثمرة، يحمل العديد منها عبارات تجسّد تضحيات الشعب السوري على مرّ السنوات.
وشهدت المبادرة مشاركة رسمية وشعبية واسعة، إلى جانب أنشطة زراعية بمشاركة منظمات محلية ودولية. وأكد محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، أن الحملة تأتي ضمن رؤية استراتيجية لإعادة التوازن البيئي وتعويض الخسائر في الأشجار الحراجية والمثمرة.
وتندرج هذه المبادرات ضمن مقاربة حكومية شاملة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، تجمع بين التعافي البيئي وإعادة تأهيل البنية الخدمية، بما يعزز الاستقرار، ويدعم التنوع الحيوي، ويسهم في استعادة مظاهر الحياة الطبيعية في مختلف أنحاء سوريا.
