تواصلت الهجمات بالطائرات بدون طيار والمدفعية على شمال غرب سوريا يوم الأربعاء، حيث استهدفت قوات النظام المدعومة روسيا مناطق مدنية في ريفي إدلب وحلب المحررين.
وبحسب الدفاع المدني السوري ومصادر محلية، فقد أصيب عدة مدنيين في الهجمات، بينهم أربعة أطفال.
في بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، قصفت ثماني طائرات انتحارية بدون طيار المدينة، مما أدى إلى إصابة ستة مدنيين، بينهم أربعة أطفال، وفقًا للدفاع المدني السوري المعروف باسم الخوذ البيضاء.
وبحسب التقارير، انفجرت إحدى الطائرات في سوق محلي، مما ألحق أضرارًا بسيارتين مدنيتين وعدة محال تجارية، ووصلت فرق الخوذ البيضاء إلى المكان لتقديم العلاج للمصابين والتأكد من عدم وجود إصابات إضافية.
وقال ممثل من الخوذ البيضاء: “تواصل هذه الهجمات العشوائية إرهاب المدنيين السوريين، وتعطل الحياة اليومية، وتهدد استقراراً يسعى إليه السوريون”. وقدمت فرق الطوارئ التابعة للمنظمة المساعدة الطبية الفورية للأطفال الجرحى ورجلين أصيبا في الهجوم، مشيرين إلى أن الهجوم ترك السكان في حالة من الصدمة والخوف.
وبالإضافة إلى الضربات بالطائرات بدون طيار في الأبزمو، شنت قوات النظام هجمات صاروخية ومدفعية على بلدات وقرى كبشين وتديل وكفر تعال ومزارع القصر شرقي الأتارب في ريف حلب.
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات، إلا أن هذه الهجمات زادت من حالة الخوف بين السكان الذين يواجهون قصفًا شبه يومي.
وفي حادثة ذات صلة جنوب إدلب، أعلنت غرفة عمليات الفتح المبين عن إسقاط طائرة مسيرة من طراز FPV كانت تستهدف قرية الفليفل، وشارك مرصد 80، الذي يرصد العمليات العسكرية في المنطقة، لقطات لمدنيين مذعورين يفرون بينما كانت الطائرات بدون طيار تحلق فوقهم، مما يبرز التأثير النفسي لهذه الضربات المستمرة.
تأتي هذه التصعيدات الأخيرة بعد زيادة ملحوظة في العنف منذ منتصف أكتوبر، حيث كثفت قوات النظام والقوات الروسية الهجمات على الأهداف غير العسكرية في المناطق المحررة شمال غرب سوريا.
وقبل يومين فقط، في 11 نوفمبر، أصيب العديد من المدنيين في قرية تقاد في هجوم مماثل بواسطة طائرة بدون طيار انطلقت من مناطق سيطرة النظام.
وتركز هذه الحملة المستمرة بشكل كبير على الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية بهدف تعطيل حياة المدنيين وزعزعة استقرار الاقتصادات المحلية وإجبار السكان على ترك منازلهم.
وأدانت مجموعات حقوقية ومراقبون هذه الهجمات باعتبارها انتهاكات للقانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية غير العسكرية.
ويجد المدنيون في المناطق المستهدفة أنفسهم في وضع لا خيار فيه سوى الفرار أو مواجهة القصف المستمر.
وتشير الخوذ البيضاء إلى أن هذه الهجمات على المنازل والأسواق والمدارس أدت إلى نزوح واسع النطاق، وأرهقت الموارد الصحية، وأوقفت الأنشطة الاقتصادية كالفلاحة والتجارة المحلية.
ومع استمرار حملة النظام وبدعم روسي، يواجه الشعب السوري مستقبلًا محفوفًا بالمخاطر، في ظل تراجع أمنهم واستقرارهم وحقوقهم الأساسية، ومع استمرار هذه الهجمات اليومية، تحذر المنظمات الإنسانية من أزمة متفاقمة لها عواقب وخيمة على الشعب السوري المرهق من الحرب.