
أدى تفجير انتحاري نُسب إلى تنظيم داعش إلى مقتل 27 مدنيًا وإصابة أكثر من 50 آخرين مساء الأحد 22 يونيو/حزيران، عندما فجّر مسلح حزامًا ناسفًا داخل كنيسة مار إلياس في حي دويلعة بدمشق.
وأفادت الحكومة بأن الجرحى نُقلوا إلى مستشفيات محلية، حيث وُضعت فرق الطوارئ في حالة تأهب قصوى. وأكد مسؤولو الصحة أن حالة المصابين تحت إشراف طبي مستمر.
وزارة الداخلية: الهجوم يستهدف جميع السوريين
وفي مؤتمر صحفي، أدان المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، التفجير ووصفه بأنه عمل “شنيع وإجرامي” استهدف المدنيين عمدًا بغض النظر عن طائفتهم أو خلفيتهم.
وقال البابا: “هذا الهجوم لا يستهدف فئة معينة، بل يستهدف وحدة سوريا”. وأكد أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط داعش، ووصف التفجير بأنه جزء من سلسلة محاولات فاشلة لاستهداف المواقع الدينية، مشيرًا إلى المخططات الأخيرة التي أُحبطت في مقام السيدة زينب وكنيسة معلولا.
وبحسب البابا، أطلق المهاجم النار قبل دخول الكنيسة وتفجيرها. وقامت قوات الأمن لاحقًا بتأمين المنطقة، وفتحت تحقيقًا شاملًا، وبدأت جهودًا لتحديد هوية منفذ التفجير ومصدر المواد المتفجرة.
الحكومة ترد بتشديد الإجراءات الأمنية وتحذيرات دبلوماسية
ردًا على التفجير، فرضت السلطات السورية إغلاقًا أمنيًا شاملًا في العاصمة. ونُصبت نقاط تفتيش في أنحاء دمشق، وخاصة حول دور العبادة. وأُغلقت الطرق المؤدية إلى موقع التفجير، وفُرضت قيود صارمة على الوصول إلى الكنيسة.
أصدرت وزارة الخارجية السورية توجيهًا إلى جميع البعثات الدبلوماسية في سوريا، يحظر بموجبه أي زيارات إلى موقع التفجير دون تنسيق مسبق. وعزت الوزارة هذا المنع إلى التحقيقات الجارية والمخاوف الأمنية.
التأكيد على الوحدة الوطنية وسط الحداد
زار كبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم وزير الداخلية أنس خطاب ومحافظ دمشق ماهر مروان، موقع التفجير والمستشفيات التي تعالج الجرحى. وأكد خطّاب مجددًا أن العدالة ستُتخذ في هذا الهجوم، وأن هذا الهجوم لن يُضعف السلم الأهلي في سوريا.
قال محافظ دمشق: “سيعاد ترميم كنيسة مار إلياس، ولن تتزعزع وحدتنا”. وأعرب محافظون آخرون عن مشاعر مماثلة، معتبرين التفجير اعتداءً على النسيج الاجتماعي السوري، وليس مجرد موقع ديني أو شعب فئة أو طائفة معينة.
أكد وزير الصحة مصعب العلي للشعب أن الخدمات الطبية مُستنفرة بالكامل، بينما تعهد وزير العدل مظهر الويس بمحاسبة المسؤولين عن التفجير محاسبةً كاملةً بموجب القانون.
إدانات على نطاق واسع
أصدر مسؤولون من وزارات ومحافظات متعددة إدانات شديدة. حيث دعا وزير الثقافة محمد ياسين صالح إلى الوحدة “في مواجهة الإرهاب والفتنة”، وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات أن التفجير يستهدف جوهر التعددية في سوريا.
وقالت قبوات: “كان هذا اعتداءً على جميع السوريين. لكن ردنا سيكون الوحدة، لا الخوف”.
مع استمرار التحقيقات، تؤكد السلطات السورية أن هجوم يوم الأحد، على الرغم من آثاره المدمرة، لن ينجح في زعزعة استقرار البلاد. وأكدت وزارة الداخلية التزامها بتأمين الأماكن الدينية ومنع وقوع هجمات مستقبلية.