
شارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول، تركيا، يومي 21 و22 يونيو/حزيران 2025، تحت شعار “التعاون الإسلامي في عالم متغير”.
جاءت مشاركة سوريا بعد استعادة مقعدها في المنظمة، بعد تعليق دام لأكثر من 13 عامًا منذ عام 2012. وتمثل هذه العودة الرسمية محطة مهمة في تعزيز الحضور الدبلوماسي السوري إقليميًا، وتأكيدًا على انفتاح دمشق على المحافل الدولية.
الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى
على هامش الدورة، عقد الشيباني سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من نظرائه من الدول الأعضاء، ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون المشترك.
التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وناقش الجانبان سبل تفعيل العلاقات بين البلدين، وأولويات المرحلة المقبلة في ضوء التطورات الإقليمية، لا سيما الملف السوري وعودته إلى المنظمات الإقليمية والدولية.
كما التقى الشيباني وزير خارجية أذربيجان، جيهون بيراموف، وناقشا قضايا التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الدعم الإنساني وإعادة الإعمار، وإمكانية تعزيز التبادلات السياسية والاقتصادية، إلى جانب التنسيق داخل منظمة التعاون الإسلامي لدعم رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وشملت لقاءاته أيضاً وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، في أول لقاء من نوعه بين سوريا وإمارة أفغانستان الإسلامية.
تصريحات تؤكد على العدالة والتضامن الإسلامي
أكد وزير الخارجية السوري على أهمية رفع العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سوريا، واصفاً إياها بأنها عقبات أمام جهود التنمية والاستقرار. وأكد الشيباني تطلع سوريا إلى شراكة فاعلة داخل منظمة التعاون الإسلامي، بما يعزز حضورها في العالم الإسلامي ويدفع الجهود المبذولة لمعالجة القضايا الإنسانية والتنموية.
وأشاد بجهود الدول الإسلامية في دعم سوريا، مؤكدًا أنها تسير بخطى ثابتة نحو التعافي وإعادة الانخراط في النظام الدولي مع ضمان حماية السيادة الوطنية وتحقيق الاستقرار الدائم.
في كلمته الافتتاحية خلال الجلسة، رحّب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بمشاركة سوريا، معتبرًا عودتها إلى المنظمة خطوةً مهمةً نحو استعادة التضامن الإقليمي وتأكيد وحدة العالم الإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة.
تؤكد مشاركة سوريا عودتها إلى المحافل الدولية بعد فترة طويلة من العزلة، وتعزز جهود استعادة مكانتها داخل المنظمات الإقليمية، لا سيما في ظل تزايد الاهتمام العربي والإسلامي بدعم الاستقرار وإعادة الإعمار.
مثّل حضور الشيباني الدورة الحادية والخمسين لمنظمة التعاون الإسلامي إنجازًا دبلوماسيًا بارزًا، يعكس التقدم الذي أحرزته دمشق في طريق عودتها إلى الساحة الإقليمية. وقد أظهرت الاجتماعات التي عقدها اهتمامًا واسعًا من الدول الأعضاء بتعزيز التنسيق مع سوريا في الملفات السياسية والاقتصادية، ودعمها في مواجهة العقوبات والتحديات الراهنة.