
التقى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا، بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة في دمشق، في إطار جولة إقليمية ركّزت على تعزيز عمليات حفظ السلام وتخفيف التوترات على طول الحدود السورية الإسرائيلية.
وأكدت الرئاسة السورية لقاء لاكروا بالرئيس الشرع، لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل. وفي وقت سابق من اليوم، أجرى المسؤول الأممي محادثات مع أبو قصرة في وزارة الدفاع، حيث ناقش الطرفان أهمية تعزيز التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تركيز على قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف) وأمن الحدود
جاءت اجتماعات لاكروا في دمشق عقب زيارة قام بها يوم الجمعة إلى معسكر الفوار في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث التقى بجنود حفظ السلام من قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف) وقائدتها، اللواء أنيتا أسم.
كتب لاكروا على موقع X: “زرتُ اليوم معسكر الفوار في مرتفعات الجولان للقاء قوات حفظ السلام التابعة لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF). إنني فخورٌ جدًا بعملهم الاستثنائي في هذه الأوقات العصيبة”.
جاءت زيارة الجولان في ظل تصاعد الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية في ريف القنيطرة السوري، حيث أثار الاحتلال الإسرائيلي والتوغلات البرية وهدم المنازل والمناطق الحرجية مخاوف بشأن التصعيد الإقليمي.
حوار دفاعي موسّع
ووفقًا لوزارة الدفاع السورية، شدد أبو قصرة على ضرورة تعزيز التواصل مع بعثة الأمم المتحدة. وقد شارك الوزير مؤخرًا في اجتماعات متعددة رفيعة المستوى مع نظرائه من فرنسا وتركيا وبريطانيا ودول أخرى، كجزء من جهود أوسع لإعادة بناء الهياكل العسكرية والإدارية السورية.
في الاجتماع مع لاكروا، جدد الوزير التزام سوريا بالإصلاح المؤسسي والأمن الإقليمي، مع تسليط الضوء على دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في إدارة نقاط التماس على طول خط فض الاشتباك مع إسرائيل.
التعاون المستمر مع قوات الأمم المتحدة
تُعدّ محادثات نهاية هذا الأسبوع هي المرة الثالثة التي يلتقي فيها أبو قصرة بكبار مسؤولي الأمم المتحدة هذا العام. في اجتماعات سابقة، بما في ذلك اجتماع في فبراير مع ممثلي قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف)، دعا إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي السورية، وأيد مشاركة أكبر للأمم المتحدة في تأمين الحدود.
كما أكد اجتماع في يناير بين لاكروا ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني واللواء باتريك غوشات، القائم بأعمال قائد قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك آنذاك، استعداد سوريا المعلن للتعاون مع الأمم المتحدة بموجب بنود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. وشملت المناقشات دعم عمليات إزالة الألغام وتنسيق جهود معالجة مخلفات الحرب.
جولة إقليمية مستمرة
تُعد زيارة لاكروا إلى سوريا جزءًا من برنامج إقليمي أوسع نطاقًا بدأ في لبنان، حيث التقى بكبار المسؤولين، بمن فيهم رئيس الوزراء نواف سلام والرئيس جوزيف عون. وتركزت اجتماعاته على مراجعة عمليات حفظ السلام وإعادة تأكيد دعم الأمم المتحدة لجهود خفض التصعيد.
ومع تصاعد التوترات على طول حدود الجولان، فإن توقف لاكروا في دمشق يشير إلى محاولة لتعزيز آليات الأمم المتحدة القائمة وتعزيز الحوار المباشر بهدف منع المزيد من التدهور في الأمن الإقليمي.