
لقد أتاح التحول السياسي في سوريا فرصةً نادرةً لإرساء إطار اقتصادي مشترك، ودشّن مرحلةً جديدةً من الانفتاح الاقتصادي بين تركيا وسوريا.
في 24 يونيو/حزيران، نظمت غرفة التجارة والصناعة في ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا “قمة كهرمان مرعش – سوريا للتعاون الاقتصادي والاستثمار الإقليمي”، التي شهدت مشاركةً واسعةً من ممثلي غرف التجارة والصناعة من عدة مدن سورية، منها دمشق وحلب وإدلب.
ناقش ممثلون من مختلف غرف التجارة والصناعة السورية سبل تعزيز الشراكات الإقليمية وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي مع نظرائهم الأتراك.
أكد مصطفى بولونتو، رئيس غرفة التجارة والصناعة في كهرمان مرعش، في كلمته على أهمية التعاون الاقتصادي مع سوريا. وقال: “نبذل جهودًا للنهوض بمدننا ماديًا واقتصاديًا، وستكون ثقافة الصناعة الراسخة في كهرمان مرعش، إلى جانب إرادة العمل والتجارة، ركيزةً أساسيةً في شراكتنا مع سوريا”.
من جانبه، أشار محمد سعيد شيخ الكار، رئيس غرفة تجارة حلب، إلى العمل الجاري لإنشاء منظومة قائمة على بناء علاقات جيدة وتضامن مع دول الجوار لتطوير التجارة والاقتصاد والصناعة في سوريا.
وأعرب الكار عن رغبته في جمع رجال أعمال من كهرمان مرعش وسوريا لتعزيز التجارة بين البلدين، قائلاً: “نهدف إلى توفير استثمارات خاصة في قطاع النسيج من خلال إنشاء شركات مشتركة بين كهرمان مرعش وحلب. كما نرغب في الحصول على دعم فيما يتعلق بالدورات التدريبية التي من شأنها تحسين معارف ومهارات العاملين في هذا القطاع”.
وأضاف: “بصفتنا دولتين شقيقتين، نرغب في الارتقاء بالاتفاقيات والشراكات التي أقمناها في مجال التصدير والاستيراد إلى مستويات أعلى”.
وفي 12 يونيو/حزيران، أرسلت غرفة تجارة إسطنبول عضوين من مجلس إدارتها إلى سوريا لإجراء دراسة ميدانية حول فرص الاستثمار هناك. والتقيا بالسفير التركي في سوريا، وعضو غرفة تجارة دمشق، وصناعيين سوريين.
في ذلك الوقت، نقلت وكالة الأناضول عن رئيس غرفة تجارة إسطنبول، شكيب أفداجيتش، قوله: “يمكن تحقيق تكامل سريع بين تركيا ورجال الأعمال السوريين الذين عاشوا في تركيا وعادوا إليها. يمكننا الاستفادة من المزايا الاستثمارية لجارتنا سوريا، إلى جانب التطور التكنولوجي الذي تشهده تركيا، لتحقيق مكاسب استثمارية كبيرة بسرعة”.
تُمثل هذه القمة خطوة مهمة نحو إحياء العلاقات الاقتصادية بين تركيا وسوريا، وتمهد الطريق لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لكلا البلدين.