حذّر مسؤولون يوم الجمعة 22 آب من أن التصعيد المرتبط بجماعات خارجة عن القانون يزيد من سوء الأوضاع في محافظة السويداء، حيث أدت عرقلة وصول المواد الغذائية والهجمات التي استهدفت المؤسسات المجتمعية إلى رفع حدة التوتر.
وأكد العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، أن عمليات الإمداد التي نُسقت بين وزارة الداخلية وغرفة التجارة في المحافظة ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى إدخال أكثر من ألف طن من المواد الغذائية إلى المحافظة في 17 آب. غير أن التجار امتنعوا لاحقًا عن توزيع البضائع بعد تلقيهم تهديدات.
وقال الدالاتي: “تؤكد وزارة الداخلية أن قوى الأمن الداخلي مستعدة بالكامل لضمان طريق تجاري آمن ومستقر لوصول المواد الغذائية إلى المحافظة”، مضيفًا أن الطرق لا تزال آمنة لمواصلة إيصال الإمدادات للمواطنين.
تحذيرات من أوهام الانفصال
عبّر قادة المجتمع المحلي أيضًا عن قلقهم من أن الخطاب الانقسامي يغذي حالة عدم الاستقرار. ودعا سليمان عبد الباقي، قائد تجمع “أحرار جبل العرب”، إلى إنهاء ما وصفه بـ “الأوهام” حول إنشاء كيان مستقل في الجنوب.
وكتب عبد الباقي في منشور على وسائل التواصل: “هذه الطروحات لا تخدم الأهالي، بل تُستغل لتحقيق مصالح شخصية على حساب دماء الناس وتشريدهم”. وطالب بحلول عاجلة للنازحين وأهالي المفقودين، مؤكدًا أن الشعب يرفض العيش على المساعدات أو الوقوع فريسة للاستغلال.
كما انتقد شخصيات وصفها بـ “أمراء الحرب”، متهمًا إياهم بجني الثروات فيما المدنيون يعانون. وقال: “الذي أخذ ملايين الدولارات ويتصرف كزعيم فوقكم، قولوا لي ماذا أعطاكم غير الدم والدمار والقتل والتهجير والإهانة؟”.
إدانة الاعتداءات على الرموز الدينية
أخذت الأزمة بعدًا طائفيًا عقب الهجمات الأخيرة على مقام عين الزمان ومنزل شيخ العقل يوسف جربوع. وأدان الشيخ ليث البلعوس، ممثل مضافة الكرامة، هذه الاعتداءات واصفًا إياها بأنها “جريمة شنيعة” استهدفت الرموز الدينية لدى الدروز.
وقال البلعوس: “هذه الجريمة لا تمثل إلا ثقافة الفوضى والانحراف، ونحن نرفضها جملة وتفصيلًا”، مشبهًا هذه الاعتداءات بأفعال الجماعات المتطرفة. وانتقد غياب الإدانات الرسمية من بعض المرجعيات الدينية والسياسية، معتبرًا أن الصمت قد يشجع المسؤولين عن هذه الأفعال. وتصاعد التوتر أكثر مع قيام مقاتلين موالين للهجري بمهاجمة عبد الباقي وعائلته، حيث اختطفوا والده واعتدوا على والدته وإخوته وأحرقوا منزله ومضافته.
الحكومة ترفض ممرًا حدوديًا مع إسرائيل
صرّح مصدر حكومي لوكالة سانا أنه لن يكون هناك ممر حدودي إسرائيلي، مؤكدًا أن المساعدات تُسلَّم بالتنسيق مع مؤسسات الدولة في دمشق. وأوضح أن القوافل الوطنية، بدعم من وكالات الأمم المتحدة، ما زالت تعمل، بما يعكس التزام الحكومة المعلن بتلبية الاحتياجات الإنسانية.
الدعوة إلى الوحدة وسط الضغوط المتزايدة
رغم تزايد الضغوط، جدّد المسؤولون وزعماء المجتمع التأكيد على أن معظم سكان السويداء يرفضون التقسيم. وأشار البلعوس في مقابلة سابقة إلى أن سكان المحافظة ما زالوا متمسكين بوحدة سوريا، مبرزًا التباين مع دعوات الهجري للانفصال. ومع استمرار التوتر، تتفاقم الأزمة الإنسانية، فيما يواصل القادة الدعوة إلى المصالحة، واستعادة الاستقرار، وحماية الرموز الدينية والاجتماعية.
