
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسقوط نظام الأسد الوحشي، واصفاً هذه اللحظة بأنها نقطة تحول محورية في المنطقة، مشيراً إلى إمكانيتها في تعزيز السلام والاستقرار وعودة اللاجئين السوريين طوعاً. وتحدث أردوغان خلال برنامج “وجه الأخوة لليوم العالمي لحقوق الإنسان” في أنقرة يوم الثلاثاء، مجدداً التزام تركيا بالقيم الإنسانية ودعمها للسوريين خلال هذه المرحلة التحويلية.
بدأ أردوغان كلمته بتوجيه التهاني للشعب السوري، قائلاً: “أرسل تحياتي وحبي العميق لإخوتنا السوريين الذين استعادوا حريتهم بعد 61 عاماً من القمع والظلم”. وأكد أن انهيار نظام الأسد يمثل نهاية حقبة مظلمة، مشيداً به كبداية لفصل أكثر إشراقاً لسوريا والمنطقة.
وخلال كلمته، أشار أردوغان إلى فظائع نظام الأسد، مسلطاً الضوء على سجن صيدنايا باعتباره رمزاً صارخاً للظلم، قائلاً: “عندما ننظر إلى أماكن مثل صيدنايا، نفهم بشكل أفضل الكارثة الإنسانية التي تم تجنبها بنهاية ذلك النظام الدموي.”
وأكد أردوغان أن سقوط ديكتاتورية الأسد يمثل فتح الطريق أمام “السلام والأمن” في سوريا، معبراً عن تفاؤله بأن الاستقرار سيشجع اللاجئين السوريين على العودة الطوعية إلى وطنهم.
وخلال حديثه، شدد أردوغان على التزام تركيا الثابت بالمبادئ الإنسانية، مسلطاً الضوء على دور البلاد التاريخي كملاذ للمظلومين. وقال: “لم نسأل أولئك الذين جاءوا إلى أبوابنا عما إذا كانوا أتراكاً أو عرباً أو أكراداً. فتحنا أبواب بلادنا وقلوبنا دون تمييز.”
وانتقد أردوغان القوى العالمية لصمتها إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، مؤكداً: “في سوريا، جارتنا، شهدنا أسوأ أنواع الظلم في التاريخ، بينما ظل أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان صامتين.”
كما وجه الرئيس انتقادات للأحزاب المعارضة التركية بسبب خطابها التحريضي تجاه اللاجئين. وفي إشارة إلى حزب الشعب الجمهوري (CHP)، قال أردوغان: “محاولات تخريب الأجواء الإيجابية في سوريا أمر مخزٍ. العقلية التي أشعلت الكراهية ضد اللاجئين خسرت، تماماً كما خسر نظام الأسد الظالم.”
وتحدث أردوغان عن خطط تركيا لتسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين، بما في ذلك إعادة فتح معبر يايلا داغي لتخفيف الضغط على النقاط الحدودية الأخرى. وأكد أن العمليات العسكرية التركية في سوريا لم تهدف إلى كسب أراضٍ، بل لضمان سلامة مواطنيها من الجماعات الإرهابية مثل داعش وحزب العمال الكردستاني (PKK). وقال: “حزب العمال الكردستاني وداعش أعداء لتركيا، ونحن حريصون على حماية وحدة الأراضي السورية.”
واختتم أردوغان كلمته بالتعبير عن أمله في مستقبل سوريا، قائلاً: “إن رياح التغيير القوية التي تهب على سوريا ستجلب نتائج إيجابية لجميع السوريين، وخاصة المهاجرين.” وأشاد بالشعب التركي لرحمته وإنسانيته، قائلاً: “سنظل فخورين بدورنا في احتضان اللاجئين السوريين خلال أصعب أيامهم.” وأكد أردوغان أن سقوط نظام الأسد يمثل ليس فقط انتصاراً للشعب السوري، بل أيضاً فرصة للمصالحة الإقليمية وإعادة بناء الثقة والاستقرار.