
أكد محافظ اللاذقية، محمد عثمان، التزام إدارته بإعادة بناء المحافظة التي دمرتها الحرب، واستعادة الخدمات الأساسية بعد سنوات من سوء الإدارة والفساد في عهد الاسد. وفي مقابلة مع تلفزيون سوريا، استعرض عثمان خطط إصلاح البنية التحتية، وإنعاش الاقتصاد، وتعزيز الاستقرار الأمني، مشدداً على أهمية تحقيق السلام المدني في المنطقة.
إعادة بناء البنية التحتية والخدمات
أقرّ عثمان بتدهور البنية التحتية في اللاذقية بشكل كبير، وعزا ذلك إلى سنوات من الفساد والإهمال من قبل الإدارة السابقة. وأكد أن أولوية الحكومة الحالية هي استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والطرق. وقال: “نحن الآن نضع العجلة على المسار الصحيح، ونأمل أن نتمكن من تحسين الخدمات تدريجياً”.
تجري حالياً جهود لتحديث شبكات المياه والكهرباء في اللاذقية، والتي تعرضت لأعطال متكررة بسبب سوء الصيانة والإدارة. كما أشار المحافظ إلى المبادرات الجارية لتنظيم قطاع النقل، وضبط أسعار الأجرة، وتقليل الازدحام المروري عبر تحسينات مستقبلية في وسائل النقل العامة.
إنعاش الاقتصاد وجذب الاستثمارات
شدد عثمان في حديثه على ضرورة جذب الاستثمارات لإنعاش الاقتصاد المحلي. وأوضح أن الإدارة تعمل على خلق بيئة مناسبة للأعمال عبر تسهيل الإجراءات الجمركية في الموانئ وإزالة العوائق البيروقراطية.
ومن التحديات الكبرى التي تواجه اللاذقية العدد الكبير من النازحين القادمين من جبل التركمان وجبل الأكراد، وهما منطقتان تعرضتا لأضرار كبيرة في السنوات الأخيرة. وأكد عثمان أن جهود إعادة الإعمار تشمل إعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية والمرافق العامة الأساسية لاستيعاب النازحين.
مكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات
كان عثمان صريحاً بشأن الفساد المستشري في الإدارة السابقة، والذي أدى إلى عدم الكفاءة والمحسوبية داخل المؤسسات الحكومية. وأوضح أن عملية الإصلاح تتضمن تعيين مسؤولين أكفاء في المناصب الرئيسية، مع اتخاذ تدابير لمنع الرشوة وسوء الإدارة.
وكشف المحافظ أن بعض الممتلكات العامة التي كانت تحت سيطرة شخصيات من النظام السابق قد تم استعادتها لاستخدامها في مشاريع تخدم المواطنين. وأكد أن هذه الإجراءات تأتي في إطار السعي لتحقيق توزيع أكثر عدالة للثروات العامة.
الأمن والاستقرار في اللاذقية
فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، شدد عثمان على أن استعادة الاستقرار تشكل أولوية قصوى. وأكد أن القوات الأمنية نُشرت لمنع أي اضطرابات جديدة، إلى جانب تفعيل نظام مراقبة بالكاميرات لمتابعة الأوضاع في المناطق الحضرية والريفية.
وأشار إلى أن الحملات الأمنية مستمرة لملاحقة فلول النظام السابق المشتبه في محاولتهم زعزعة استقرار المنطقة، لافتاً إلى اعتقال عدد من القادة السابقين المتورطين في النزاعات الماضية. وبينما أقرّ بوجود تسويات لبعض الأفراد العسكريين والأمنيين السابقين، أكد أن المتورطين في جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الإنسان سيُقدمون للعدالة.
تعزيز السلام المدني والمصالحة
في بادرة تصالحية، قام عثمان بزيارة السيدة أم أيمن ريحان، التي فقدت ثلاثة من أبنائها في الاشتباكات الأخيرة بين القوات الأمنية والمجموعات المسلحة. ورافقه في الزيارة حسن صوفان من اللجنة العليا للسلم الأهلي، وإياد الحزة، مدير المكتب السياسي للمحافظة، حيث قدم المحافظ تعازيه وأكد التزام الحكومة بمنع تكرار مثل هذه المآسي.
وقال عثمان: “المرحلة المقبلة تتطلب تضامن الجميع”، داعياً سكان اللاذقية إلى المشاركة في جهود إعادة الإعمار. كما شدد على أن المؤسسات الحكومية مفتوحة لتلقي مقترحات المواطنين، مؤكداً على المسؤولية المشتركة في بناء اللاذقية المستقرة والمزدهرة.