اختتم الرئيس السوري أحمد الشرع زيارته الرسمية الأولى إلى الكويت يوم الأحد، الموافق الأول من يونيو/حزيران، مُمثلاً بذلك خطوة دبلوماسية هامة في إعادة انخراط سوريا مع جيرانها العرب. وجاءت الزيارة بدعوة من أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وأبرزت الزيارة التزاماً مشتركاً بتعزيز التعاون الثنائي وترسيخ التضامن العربي.
وعبّر الشرع عن امتنانه لحفاوة الاستقبال من الأمير، واصفاً الزيارة بأنها “خطوة مهمة نحو توطيد العلاقات الثنائية وتحقيق التنسيق والتكامل في مختلف المجالات”، وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا).
وتناولت المحادثات، التي عُقدت في قصر بيان، مجموعة من المواضيع السياسية والاقتصادية. وناقش الزعيمان استراتيجيات الاستقرار الإقليمي، وأكدا مجدداً موقفهما المشترك من الحفاظ على السيادة السورية ورفض التدخلات الخارجية.
التركيز على التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار
خلال الزيارة، التقى الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بوزراء كويتيين، من بينهم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ووزير الخارجية عبد الله اليحيى. وركزت المناقشات على سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات البنية التحتية والطاقة والتنمية الصناعية.
وفي اجتماع منفصل مع قادة الأعمال الكويتيين، استعرض الوفد السوري فرص الاستثمار في سوريا ما بعد الصراع. وأكد الشرع استعداد سوريا لجذب الاستثمارات الإقليمية وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال التعاون مع شركائها الخليجيين.
وقال الشرع في رسالة شكر موجهة إلى الأمير، نُشرت على الموقع الإلكتروني للرئاسة السورية: “جسّدت هذه الزيارة الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون بين سوريا والكويت، وتأكيد الوحدة العربية في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة”.
التواصل مع الجالية السورية في الخارج
في إطار مهمته الدبلوماسية، التقى الشرع بأبناء الجالية السورية المقيمة في الكويت. أتاح الاجتماع للوفد الاستماع مباشرةً إلى هموم المغتربين وتطلعاتهم. وأكد الشرع التزام إدارته بحماية حقوقهم وتعزيز صلتهم بسوريا.
لعبت الكويت دورًا بارزًا في دعم المرحلة الانتقالية في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024. وكانت من أوائل دول الخليج التي اعترفت بالحكومة الجديدة، وأيدت علنًا عودة سوريا إلى الحضن العربي. في شهر مايو أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن دعمها للجهود الأمريكية لرفع العقوبات عن سوريا، واصفةً هذه الخطوة بأنها تُسهم في التنمية الإقليمية وإعادة الإعمار.
النظرة الإقليمية والتعاون المستقبلي
تأتي زيارة الرئيس الشرع إلى الكويت في أعقاب سلسلة من الزيارات الدبلوماسية مع دول الخليج، في إطار مبادرة أوسع نطاقًا لإعادة بناء التحالفات الإقليمية. وتُعد الكويت خامس وجهة خليجية يزورها الرئيس الشرع منذ توليه منصبه، وترمز إلى تحسن العلاقات بعد سنوات من القطيعة في ظل النظام السابق.
وأضاف الشرع أن “هذا البلد النبيل وقف على الدوام إلى جانب القضايا العربية وفي مقدمتها مسيرة سورية نحو الاستقرار وإعادة الإعمار”، مؤكداً أن سورية “تبقى منفتحة على أشقائها العرب” في السعي نحو السلام والتنمية.
