
أدى توغل عسكري إسرائيلي قبل فجر يوم الخميس 12 يونيو/حزيران في بلدة بيت جن السورية إلى مقتل مدني واعتقال سبعة آخرين، وفقًا لوزارتي الداخلية والخارجية السوريتين. وتُعدّ هذه العملية، التي نفذتها قوات إسرائيلية مدعومة بالدبابات والعربات المدرعة وطائرات الاستطلاع المسيرة، من أعمق عمليات التوغل في ريف دمشق في السنوات الأخيرة.
وحددت وزارة الداخلية السورية هوية القتيل وهو محمد أحمد حمادة، الذي أُصيب برصاصة خلال المداهمة. وكان عمه، علي قاسم حمادة، من بين المختطفين السبعة. وأفادت الوزارة بأنه تم نقل الرجال إلى الأراضي التي تحتلها إسرائيل، دون ورود أي معلومات حتى الآن عن مكانهم أو حالتهم.
وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا): “في ظل استمرار الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي… فإن هذا التصعيد يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وفقًا لمصادر محلية، اقتربت القوة الإسرائيلية – التي يُقدر عددها بحوالي 100 جندي و10 مركبات مدرعة – من مواقع في شمال القنيطرة ومنطقة تلول الحمر، المحيطة بقرية بيت جن، التي تقع على بُعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب غرب دمشق. وترددت أصداء مركبات عسكرية وطائرات مسيرة في المنطقة، بينما نادت مكبرات الصوت بأسماء المختطفين.
أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن العملية. وزعمت إذاعة الجيش والمتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، أن العملية استهدفت عناصر من حماس يُزعم أنهم يخططون لهجمات على مواطنين وجنود إسرائيليين. وصرح أدرعي على منصة X، بأن الاعتقالات جاءت بعد “أسابيع من جمع المعلومات الاستخبارية” وأن المعتقلين يخضعون للاستجواب من قبل الوحدة 504 الإسرائيلية. وأضاف أنه تم الاستيلاء على معدات قتالية، بما في ذلك أسلحة نارية وذخيرة.
أدانت وزارة الخارجية السورية هذا التوغل، ووصفته بأنه “انتهاك صارخ” للسيادة السورية وخرق للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. ودعت الوزارة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) إلى الوفاء بمسؤولياتها، وحثت مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات فورية لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في الأراضي السورية.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها: “إن هذه الأعمال الاستفزازية تعيق أي جهد لتحقيق الاستقرار الإقليمي”.
تأتي عملية بيت جن في أعقاب سلسلة من العمليات الإسرائيلية في جنوب سوريا خلال الأسابيع الأخيرة. ففي ٨ يونيو/حزيران، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مزرعة في المنطقة نفسها، مما أدى إلى إصابة شخصين، حسبما ورد. وفي ٣ يونيو/حزيران، أعقب إطلاق صواريخ من الجانب السوري على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، تبادل لإطلاق النار بالمدفعية، مما دفع إسرائيل إلى شن هجمات على مواقع متعددة في محافظة درعا.
كما نفذت القوات الإسرائيلية عمليات توغل في قرى القنيطرة المجاورة، بما في ذلك القحطانية، حيث انتشر جنودها مؤخرًا في شوارع سكنية وأرعبوا الأهالي. أفاد سكان محليون باستمرار القيود ومصادرة الأراضي والاعتقالات قرب الشريط الحدودي.
سبق أن أدانت منظمات دولية العمليات الإسرائيلية في سوريا، مشيرةً إلى خسائرها في أرواح المدنيين وخطر تصعيد الصراع الإقليمي. وتُضاف حادثة يوم الخميس إلى قائمة المواجهات المتزايدة على طول الحدود السورية الإسرائيلية، مما يثير مخاوف من زعزعة الاستقرار في المنطقة على نطاق أوسع.